/ صفحة 199 /
(1) راجع كتاب: (الحدائق الوردية في ذكر أئمة الزيدية) للفقيه حسام الدين حميد الشهيد بن أحمد بن أحمد بن محمد بن أحمد المحلي الصنعاني، وهو مخطوط بدار الكتب المصرية تحت رقم 4875 / تاريخ.
وغيرها من الطرق المعهودة للاتصال في ذلك للتاريخ، وقام بخدمة مؤلفاته الواصلة إلى تلك الديار جماعة من علماء الجبل والديلم، منهم: الإمام المؤيد بالله أحمد ابن الحسين بن هارون الهاروني الآملي، وصنوه الإمام أبو طالب يحيى بن الحسين، وخالهما أبو العباس الحسن، وسلكوا معه مسلك الفقهاء المخرجين من نصوص الأئمة لمسائل الفقه، وألفوا في ذلك المؤلفات الحسان، كشرح التجريد والتفريعات للمؤيد بالله، والتحرير وشرحه للإمام أبي طالب، وبهذا اقترن حكمه السياسي بمذهبه الفقهي، وانطبع اليمن بطابعه، واستقرت الدولة فيه على هذين الأساسين المرتكزين عليه.
وما زالت القبائل اليمنية، ولا سيما صميمها قبيلة هَمدان أنصار هذا البيت الهاشمي الكريم، منذ خرج إليهم الإمام علي بن أبي طالب، وقال في حقهم كما يروى:
ولو كنت بوابا على باب جنةٍ لقلت لهَمدانَ ادخلوا بسلام
وما زالت هذه الدولة قائمة على تعاقب السنين، وربما طغى تيار بعض الدول الغابرة في بعض السنين على معظم البلاد اليمنية، ثم يضمحل ويعود لهذه الدولة القرشية الهاشمية.
وها هو ذا الإمام الناصر لدين الله (أحمد بن يحيى)، مثابرٌ على حفظ هذه القطر المبارك، من أن تمتد إليه أيدي الاستعمار الغاشم، سواء في الناحية السياسية أوفي الناحية العلمية والدينية.
وفقه الله لإصلاح اليمن، والأخذ بيده إلى الرقي والعمران والحياة الكريمة السعيدة.