/ صفحة 77 /
وقيادة العلماء في هذا الزمان من الخطر بمكان عظيم، فإنهم بعد تمزق الأمة الإسلامية وتوزعها بين القوميات المختلفة التي تخضع لقيادات سياسية مختلفة، أصبحوا هم خلفاء قائد الهداية الأول صلوات الله وسلامه عليه، وأصبحوا يحملون مشاق الدعوة والنصح لله وللرسول ولأئمة المسلمين وعامتهم، والمسلمون اليوم ينشدون منهم قدوة حسنة يأمرون الناس بالبر ولا ينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب، ولا يكتمون ما أنزل الله وأمر ببيانه للناس. رغبته أو رهبته، وليعرفوا سِيَر أسلافهم الذين أصروا لعي التوجيه إلى الخير في محيط بالشر عجاج، لم يثنهم عن قولة الحق سيف قاطع ولا ذهب وهاج.
فيأيها الهداة الأخيار، استعدوا وأعدوا، فقد جائتكم النذر، حولكم من كل جانب، مذاهب فكرية، سياسية واقتصادية واجتماعية، إذا لم تتجه كلها إلى القضاء على الدين، فإنها على أيسر التقديرات إلحاد فيه، والمسلمون اليوم كما عبرت السيدة عائشة عنهم يوم مات النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه (لغنم فقدت راعيها في ليلة شانية ممطره فكونوا سراجهم الهادي، واعلموا أنه إن أفلت الزمام من أيديكم فلن تفلحوا بعدها إذن أبدا، وإن تصبروا وتتقوا يمددكم ربكم برعايته ورحمته، وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم، ثم لا يكونوا أمثالكم) و(إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)،
(ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون.