/ صفحة 323 /
والاختلاطات والأسفار للدعاية والمقابلات وما إلى ذلك مما تتعرض المرأة فيه لأنواع من الشر والأذى. ويتعرض لها فيه أرباب القلوب المريضة الذي ترتاح أهواؤهم وتطمئن أنفسهم لمثل هذا الاختلاط بين الرجال والنساء.
فهذه مواقف لا ينبغي للمرأة أن تزج بنفسها في معتركها غير المأمون، ويجب عليها ان تنأى بنفسها عنها حفظاً لكرامتها وصوناً لسمعتها. وهذا واقع لا ينبغي إغفاله أو التغافل عنه، ويجب تقدير الأمور وتقرير الأحكام على أساسه، وقد تكفي هذه الإشارة في التنبيه إلى مضار الاختلاط في اجتماعات الرجال بالنساء.
حديث الثقلين
أرسل إلينا حضرة صاحب الفضيلة الشيخ قوام الدين الوشنوي من علماء (قم) بإيران بحثاً قيماً في حديث الثقلين، كتبه فضيلته بمناسبة ما ورد في بعض المقالات التي نشرت بمجلة (رسالة الإسلام) من أن دليل الإمامية في باب الإمامة يرجع إلى حديث الثقلين: (مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح … الخ) وقد اشتمل هذا البحث على ما يأتي:
1 ـ الرد على ما نسب إلى علماء الإمامية من أن دليلهم ينحصر في حديث الثقلين مع أنهم يستندون في ذلك إلى آيات وأحاديث بلغت مبلغ التواتر.
2 ـ بيان أن الحكم بأن حديث الثقلين هو: (مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح) ليس مطابقاً لما قرره علماء الإسلام قديماً وحديثاً من أن حديث الثقلين ـ وهو الذي حث فيه على التمسك بالكتاب والعترة: (أهل البيت) غير حديث السفينة، ولا وحدة بينهما لفظاً، وإن كانا متحدين معنى.
3 ـ بيان أن اشتهار خبر الثقلين وكثرة طرقه قد بلغا حداً لا يمكن معه إنكاره، وقد أورد في هذا عدداً كبيراً من المراجع ذكر فيها هذا الحديث في الصحاح والسنن والمسانيد والتفاسير والسير والتواريخ واللغة وغيرها.
و(رسالة الإسلام) تشكر فضيلة الباحث، وتعتذر إليه من ضيق نطاق هذا العدد عن نشر بحثه، وستنظر إن شاء الله في نشره بالعدد المقبل إن استطاعت وإلا فلعلها تفرده بالطبع في رسالة مستقلة فيما بعد أن شاء الله تعالى؟