/ صفحة 207/
((لو لم أكن مسيحياً مخلصاً لما كان لكم وزير كبير مثلى يدبر أسرار الاتحاد الالمانى)) .
((انزعوا ثقتى بالله تنزعوا محبتى لوطنى)) .
هذا ما يقوله بسمارك داهية أوربا، فالنكبة الآن لم تعد قاصرة على برامجنا التي أعدها التبشير الاستعمارى المسيحى بل معظهما انتقل إلى أيدى المسلمين الذين تعلموا في نطاق هذا البرنامج، تحيط بهم جميع المظاهر الاوربية الخلابة، والدسائس السياسية ومدارس التبشير من كل جنس وكل مذهب مسيحى.
فإذا لم تحل هذه المسألة على الطريقة السلمية وتغير برامج التعليم والتربية، ويمنع الناس بالوسائل المعقولة من أن يرسلوا أولادهم لغير مدارس الدولة ذات البرنامج السليم من شوائب الاستعمار، فإن الموقف سيزداد سوءاً بالرغم من جميع الحركات العظيمة التي يتمخض عنها الوعى القومى في هذا الشرق.
ألا إنهالحقيقة أعلنها على رءوس الاشهاد، وان تكن مرة المذاق: هي أنه لا مناص من تغيير نظم التعليم والتربية في كل مكان قامت فيه على الاسس التي وضعها الاستعمار من قريب أو بعيد.
يجب أن تستبدل هذه النظم حيثما كانت، وأن يحل محلها في جرأة وسرعة برنامج ينطوى على الايمان القوى والعلم الصحيح والتربية الكاملة، ورعاية ديننا وتقاليدنا وتاريخنا، حتى نستطيع أن نعد للعالم الإسلامي ناشئة في استطاعتها أن تتحمل أعباء النهوض من كبوة الاجيال المستضعفة، وفساد الاستعمار الماكر الخبيث، وتدهور الاخلاق إلى ما تدهورت إليه من الحضيض.
والى أن نرى هذا التفكير السليم يعقبة العمل السريع سنظل في اشفاق على جميع النهضات التي تقوم في مصر أو في غيرها من بلاد العالم الإسلامي.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.