/ صفحة 306/
الشنتمرى على سيبويه عند الكلام على شاهد جمع الاب السابق.
ولا فاصل بين الجمعين فى البيتين الا أن الأول ردفته ألف الاطلاق دون الثانى، وأن الأول لم يضف دون الثانى، فلذا حذفت من الثانى نون الجمع للاضافة.
قلت: مثار هذا كله بيت عقيل، وأرغب أن أعرف العلاقة الزمنية بين رافع وعقيل، وأن أقف على أول من جمع بين شعريهما حتى أشبه الأمر والتبس فاحتاج إلى هذا البيان التفصيلى.
قال: أما الشاعر الأول فأدرك الإسلام، وأما الثانى فأموى، وأول من جمع بين شعريهما فيما أظن الجاحظ كما قلت آنفاً، غير أنه لم يعن بعزوها إلى قائل ولم أر من اتبع الجاحظ فى هذا الجمع.
قلت: فماذاترى فى الختلاف الروايتين فى بيت عقيل: رواية ابن منظور:
وكان بنو فزارة شر عم *** وكنت لهم كشر بنى الاخينا
ورواية أبي زيد والجاحظ:
وكان لنا فزارة شر عم *** وكنت له كشر بنى الاخينا
أي الروايتين أقرب مطابقة للواقع.
قال: إذا كنت على علم بنسب عقيل آثرت رواية اللسان على رواية النوادر والبيان، فإن جد عقيل الاعلى (مرة) ومرة يتلاقى جده الادنى (سعد) مع أخيه فزارة فى ذبيان أبيهما.
فعمومة فزارة لعقيل ناشئة من انسحابها على أبناء سعد وأحفادهم حتى عقيل، وتستتبع عمومة فزارة عمومة أبنائه إلى عصر عقيل لعقيل، وعمومة أبناء فزازة فى عصره كانت مبعث شكواه وتبرمه فرعايتها أجدر فى الرواية من عمومة فزارة ولله در العرب فى الاعتزاز برعاية الانساب وان طالت سلسلتها، وامتدت بها عصورها وأيامها، فقد كانت موئل فخارهم ونفارهم على أنه لا طائل تحت اختلاف الروايتين يعود بالنقض على شيء مما أسلفناه والعلم لله.