/ صفحة 317/
ضمن أجزاء مملكة الإسلام؟ وماذا كان شأن الثورات التى قامت بها؟ وما بواعثها؟ ولكن الذي يعنينا فى الحديث هنا، هو أن نشير إلى أن معاوية بن أبي سفيان لما استتب له الأمر بعدعام الجماعة، ولى عبدالله بن عامر بن كريز على البصرة، وجعل إليه فتح خراسان وسجستان. فلما فتحها، سنة اثنتين وأربعين، أقام فى نيسابور قيس بن الهيثم السّلى وأمّره على خراسان، فظل واليا عليها حتى سنة خمس وأربعين(1) مما يقطع بأن السلميين كان لهم شأن ملحوظ فى أمر نيسابور.
وقد تقلب حظ هذه المدينة بين الانتعاش والانتكاس، حتى اتخذها أبو العباس عبدالله بن طاهر، فى القرن الثالث، قصبة له، فبدأت تنتعش. ووصلت إلى ذروة عمرآنهاحين النتقل أمرها إلى السامانيين، فى القرن الرابع، وصارت حاضرة والى خراسان، ومنزل جنده.
وحسب الإنسان أن يقرأ وصف المؤرخين والجغرافيين من العرب، ليعجب لهذه الحركة الدائبة، التى تعج بها المدينة، فى شتى نواحى النشاط الإنساني، يقول الاصطخرى: ((انها كانت مقسمة إلى اثنين وأربعين قسما، كل قسم طوله فرسخ وعرضه فرسخ(2) ويقول ياقوت: ((لم أر - فيما طوفت من البلاد - مدينة كانت مثلها)) (3) وفى نهاية القرن الرابع كانت هذه المدينة مستقر حركة الكرامية(4) كما كانت مركزاً هاما من مراكز التصوف فى العالم الإسلامي.
* * *
فى هذا القرن عاش أبو عبدالرحمن السلمى، ومن هذه المنطقة خرج، وفى هذه المدينة ولد. فمن أبو عبدالرحمن السلمى؟

ــــــــــ
(1) دائرة المعارف الإسلامية مادة: نيسابور
(2) الاصطخرى: ج 1 ص 254
(3) معجم البلدان: ج 4 ص 890.
(4) دائرة المعارف الإسلامية مادة: نيسابور