/ صفحة 405/
ستين دقيقة وإنّما هي اللحظة، أو الجزء الذي لا يتجزأ من الزمن، انها ما يعدل الذرة في حساب الماديات، أفلاترى أن المؤمنين شجعان بوصف كونهم مؤمنين أنهم إذا جاء أجلهم لايستأخرون ساعة ولا يستقدمون؟
قلت: والكافرون ((الحتميون)) ، هم كالمؤمنين سواء بسواء في هذه السبيل، افليس مؤدى الحتمية المادية الملحدة أن كل ما وقع كان لا بد أن يقع، وأن كل ما لم يقع كان لابد ألا يقع، وكذلك الشأن في حوادث الحال والاستقبال.
قال: إذا كنا في نطاق التبعة الإنسانية فما الفرق بين ((الجبرية)) وما تسميه الحتمية؟
قلت: الايمان بالله، فإن الجبريين يؤمنون به سبحانه وتعالى. انى لا ذكر شيخى ((المتكلم)) حين كان يحدثنى عن عقائد الجبريين المبشرة غير المنذرة. انه من حقى أن أقترف ما شئت من الاثام فلست بداخل جهنم ما دمت قد أنهيت حياتى ومت على الإسلام.
قال:
لو شاء أن يصليك نار جهنم *** ما كان ألهم قلبك التوحيداً
قلت: ذلك هو منطق الجبر. فأما منطق ((الحتم)) فلا بعث ولا حساب، ولا عقاب ولا ثواب:
قال: بل منطق ((أبي جهل)) قبل أن يكون منطق أصحابك هؤلاء الذين يفلسفون، أفلم يكن هو وأضرابه يقولون: ((ان هي الا أرحام تدفع، وقبور تبلغ ((و ان هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحياً وما نحن بمبعوثين)) .
قلت: لعل أبا جهل لم يكن خلق حين كان فلاسفة أثينا يتكلمون في الحتمية وما إليها.
قال: فخذه اسماً شائعاً في جنسه لا يختص به أحد دون آخر، فكل من قال وان هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحياً وما نحن بمبعوثين)) فهو أبوجهل.
قلت: المهم فيما نحن فيه أن الحتميين بوصف كونهم كذلك لا يمكن أن يكونوا