/ صفحه 103/
أو زيدية، ثم إن كلا من هؤلاء وأولئك مختلفون فيما بينهم. وقد يفكر فريق منهم في مسألة ما تفكيراً تقدمياً مجدداً، بينما يفكر آخرون تفكيراً قديماً متزمتاً، والخلاصة أن الداعين إلى الإسلام يتركون المدعوين إليه في حيرة لانهم هم أنفسهم في حيرة.
و قد كان من حسن الحظ أن وجد في هذا المؤتمر بعض العارفين بفكرة التقريب، فأوضح أن جميع الطوائف الإسلامية (من سنية وشيعية إمامية وزيدية) متفقون في الاصول التي لا يكون المسلم مسلما إلا بها، وهم بعد ذلك متفقون أيضا في كثير من الفروع مختلفون في غيرها، والخلاف في الفروع ماهو إلا كاختلاف الشراح في القوانين مع اتفاقهم على الاصول الرئيسية لها، ولو أن المسلمين دعوا إلى دين كلهم فيه على كلمة سواء في الاصول والفروع، لما كانوا بذلك
مصورين للاسلام تصويراً صحيحاً، ولما وجدوا مستجيباً لدعوتهم، فإن الإسلام قسمان: أصول ثابتة لا يجوز الخروج عنها، وفروع جعلها الله ـ رحمة منه بعباده ـ موضع الاجتهاد والنظر، فكما أنه يسوغ للمسلمين أن يجتهدوا في الأولى لا يسوغ لهم كذلك أن يحجروا ما وسعه الله في الأُخرى.
و هذا تحديد جيد للاسلام.
صوت من "اليونسكو" بالهند:
في المؤتمر العام الذي عقده اليونسكو بالهند في هذا الشهر، واشترك فيه مندوبو ثمان دول شرقية منها مصر، ناشد أحد الاعضاء البارين المؤتمر أن يعمل على دعوة المسلمين في جميع الشعوب الإسلامية إلى تمحيص التاريخ الإسلامي على وجه عام، وما يدرس منه للناشئة على وجه خاص، لينفوا منه ما أضيف إليه من زيف، وليعصموا الاذهان من التأثر بالمثيرات للاحقاد والضغائن صونا للوحدة الإسلامية، ودرأوساوس العصبيات بين الطوائف.
و لا شك أن هذا اتجاه جمعية يتفق وما يدعو إليه التقريب من ائتلاف المسلين في حميع طوائفهم، والابتعاد بهم عما يؤدى إلى إثارة الضغائن بينهم، وتقريب قلوبهم على ثقافة إسلامية خالصة.