/ صفحه 295/
إن الإسلام في أصله مجموعة من النظم والتعاليم لايجاد حياة إنسانية فاضلة مبتدئة من الفرد إلى العالم الكبير. وليست هي الدراسة والاراء والحلول التي جاءت بها الاحداث السياسية الداخلية، ولا هي التى أتت بها ثقافة الاغريق والفرس والهنود القديمة، ولا هي التي ساعدها الاستعمار الغربى في الشرق الإسلامي، ولا هي المذاهب الاجتماعية والاقتصادية الحديثة في العالم الغربى.
القرآن كتاب الله هو مصدر هذه ا لتعاليم والنظم. وهذا القرآن لا ينشد إلا السلم في أضيق الحدود وأوسعها، والاخاه في البشرية، والاعتدال في وزن الحياة وقيمتها.
و التفسير الصحيح لكتاب الله هو ما يصدر عن فهم واضح لغاية الله في كونه.
و إذا كان الله مستغنياً عن كونه فغايته فيه لا تعدو الخير لمن أكرمه الله بين كائناته وهو الانسان. والخير إذن هو سبيل
القربي إلى الله، وهو وسيلة النجاح في هذه الحياة. ليس الخير الصدقة، "ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب، ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين، وآتي المال على حبه ذوى القربي واليتامي والمساكين وابن السبيل والساتلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة، والموفون بعهدهم إذا عاهدوا، والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس، أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون".
صدق الله العظيم.