/ صفحه 30 /
ويكفي لتأييد ما نقول أن ترجع إلى الآيات المكبة وأن تقارنها بالآيات المدنية لترى كيف عنى القرآن قبل أن يبني الإسلام ذلك البناء التشريعي الشامخ بتطهير النفس وإرسائها في جانب العقيدة والخلق على أسس صالحة حتى يكون العمل في نظم الحياة الدنيا قائماً على أساس سليم .
* * * *
أما هذه المبادئ الأولى التي قام عليها الإسلام لتطهير النفوس من أدران الأزمنة الغابرة ومفاسدها فكثير نجتزىء منها بما يأتي:
1 ـ وحدانية الله جل شأنه فهو الإله الذي يستحق وحده أن يعبد لأنه الخالق البارىء الذي يعلم السر والعلن .
2 ـ أن نبيه ورسوله الذي يتلقى الوحي عنه ما هو إلا عبد له كسائر أنبياء الله ورسله وسائر الناس .
3 ـ أن دين الإسلام ليس خاصاً ببقعة أو شعب من الشعوب، وإنما هو دعوة إلهية وعقيدة عامة عالمية لتطهير نفوس الناس كافة .
4 ـ أن الله جل شأنه كرّم بني آدم، وسوّى بينهم، فلا فضل لأحد على أحد إلاّ بالتقوى، وليس في الدين
طبقات، وقد أقام الإسلام فكرة التعاون بين الناس على أساس متين من الفضيلة والإيثار ورعاية الرحم الإنسانية لخيرهم جميعاً "يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم" .
5 ـ دستور الإسلام هو القرآن الكريم والسنة الصحيحة الثابتة عن رسول الله، وأقول الصحيحة الثابة، لأن كثيراً من الأحاديث قد وضعها أعداء الإسلام ودسوها على المسلمين، وقد تجرد العلماء لبيان ما صح وما لم يصح بعد تمحيصها ومراجعة سندها، ووضعوا لذلك قواعد تشهد بفضلهم وغيرتهم على الدين ودقتهم في البحث، وذلك كله مبسوط في مؤلفاتهم الكثيرة ويمكن الرجوع إليها.
6 ـ ليس لمخلوق في دين الإسلام بعد الرسول أن يدعي أن ظل الله في