/ صفحه 96/
سيبويه البصرى، فجمعيته مطبق عليها من المصرين: (البصرة والكوفة) فكيف بعدئذ تعرض فكرة الاخين لغة في الخ.
لم يعبأ سيبوية بالعنت الذي حاق به من ملاحاة التلميذين أنفة منه عن مسايرتهما حتى حضر أستاذهما الكسائي وسأل سيبويه السؤال المشهور بالمسألة الزنبورية، وليس هنا مجالها، فكان نصيبه فيها الخذلان أيضاً، ويؤكد التقات الاثبات أن لاصبع السياسة أثراً كبيراً في تغليط أستاذ البصرة والتنذريه، فقفل راجعا من هذه الرحلة المشئومة الخزى والانكسار متوراياً من سوء ما لحق به تاركا البصرة موليا وجهه شطر بلده بفارس فمات بها غماً في ريعان شبابه. وقال قبل حتضاره:
يؤمل دنيا لتبقي له * * * فمات المؤمل قبل الامل
حثيثا يروى أصول التخ * * * يل فعاش الفسيل ومات الرجل
لا تضجرن من استرسالي بعد سوق الحجة في التنويه عن المناظرة المتعالمة بين العلماء، فما ذكرت مثار النزاع فيها، ولا ما قيل من المتنازعين، ولكني المحت إليها لتعلم أنه سبقها الحديث عما نتناقش فيه بما لا يدع ريبة تحوم حوله.
قلت: إن هذه الحجة بعد الشواهد الماضية الكافية طالت لا تنالها الشبهات زادتني يقينا على يقيني، وما بقلي شاغلا ذهني إلا تعقيبك على ما قدمت لك من نصوص تناهض ما تقدم، طال تشوفي واستشرافي له، فهذا بغيتى وطلبتى، ولك مني بالغ العرفان بالعرف المسدى في العلم ـ وأخشى ما أخشاه أن ينفلت لسانى بإنشاد قول ابن أبي ربيعة:
كلما قلت متي ميعادنا * * * ضحكت هند وقالت بعد غد
قال: قدني منك اليوم، لو غيرك أنشده، سأبين لك ما غنيت غدا لا بعد غد، كما قال هدية بن خشرم العذرى.
فإن يك صدرهذا اليوم ولي * * * فإن غدا لناظره قريب
قلت: لك الطولي في الأولى والاخرى، وتفضل بقبول اعتذارى موفور الشكر والثناء، وسلام الله عليك و
رحمته؟ (للكلام صلة)