صحفة 181/
من الفرق الضالة:
اليزيدية
لحضرة العلامة البحاثة السيد عبد الرزاق الحسني
بغداد
ـ 1 ـ
لما ظهر النبي العربي محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم وبشر بدينه الإسلامي الحنيف، قضى على كثير من المعتقدات والنزعات التي كانت منتشرة في الجزيرة العربية يومذاك، واختفت بعض المذاهب القديمة تحت السيطرة الإسلامية الكاسحة اختفاءً ظاهراً، ولكن لم يمر على هذا الاختفاء أكثر من قرنين حتى بدأت تلك المعتقدات تظهر من جديد، متخذة من نصوص الدين الإسلامي مظهراً لها، ومسوغا لانتشارها، فكان القرآن والسنة، وكان الاجتهاد والقياس من أكبر المصادر التي تستمد منها تلك المذاهب. أضف إلى ذلك الطراق ومبادىء التصوف التي كان للخيال فيها مسرح واسع، فلم ينتصف القرن الثاني للهجرة الا وتشعبت الطرائق والمذاهب، وصارت ذات اسماء كثيرة مختلفة.
وكان للأقوام التي أسلمت مرغمة الدور المهم في هذا التشعب إذ كان يكفى لانشاء المذهب أو المعتقد بين كثير من الاقوام غير المتحضرة أن يظهر داعية عليه ظاهرة الزهد والتقوى، فيغرى الأقوام التي تحف به، وتؤخذ تصريحاته وآراؤه فتحور وتتناقلها الألسن والأفواه فتصبح معتقدا محاطا بكثير من خرافات العامة ونزعاتها.