/ صحفة 23 /
أن تذهب فتقتلهم! عظمهم وانههم، فان عصوك فعليك بنفسك، فنحن ـ دعاة التقريب ـ نذهب هذا المذهب في أمتنا وسائر طوائفها الذين جمعت أصول الإسلام بينهم، فلا نأمر فيهم بسوء، ولا نحرض عليهم أو على بعضهم أحداً من الناس، ولا نصيبهم بأذى، ولا نشير فيهم بأذى، ولكننا ننصح ونبين ونهدى إلى الحق باذن ربنا، ونبذل في ذلك غاية جهدنا، ونقول للمختلفين: فيم الخلاف وأنتم أمة واحدة، ربها واحد، ورسولها واحد، وكتابها واحد، وأصولها متفق عليها، وهل خلافكم فيما وراء ذلك الا خلاف المجتهدين الذين لا يألون وسعاً، ولا يدخرون جهداً، وهم بكتاب ربهم آخذون، وبسنة رسوله مقتدون، فان عصونا ـ ولا نخالهم عاصين، ضربنا لهم المثل بأنفسنا، حيث نحن والحمد لله متعاونون، وعلى أصول الإسلام متفقون، وعلى أخوتنا في الايمان محافظون، وفي مسائل الخلاف هادئون منصفون، لا يثور منا شيعي على سني، ولا زيدي على امامي، ولا حنفي على شافعي، ذلك دأبنا، وهذه سبيلنا، والى الله مرجعنا، وهو ربنا، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
* * *
لم يبق بعد هذا من نداءات سورة المائدة الا نداء واحد هو قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم) إلى آخر الآيات الثلاث، وهو نداء في حكم تفصيلي تكفل ببيانه المفسرون والفقهاء، وليس من غرضنا أن نعرض لمثله في هذا التفسير، فالى العدد القادم لنأخذ ـ ان شاء الله ـ في نظرة أخرى لسورة المائدة بعد نظرتنا إلى ما تضمنت من النداءات الالهية للمؤمنين، والله المستعان، وبه التوفيق.