/ صحفة 330 /
انمحت ولم يبق سوى أثرها أو خفى أثرها، ودرستها الريح: محتها. ودراستة الكتاب ترجع إلى معنى التذليل والتليين، لأن التالي يذلل الكتاب بكثرة القراءة حتى يخف على لسانه. ومنه: ((وكذلك نصرف الآيات وليقولوا درست)) 105 / الأنعام، أي قرأت وتعلمت، ومنه كذلك: ((ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب ألا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه)) 169 / الأعراف. درسوا ما فيه: قرءوه وعلموه، وهو الظاهر، وقيل تركوا العمل به من قولهم: درسوا المكان أي أبلوا أثره ((وإن كنا عن دراستهم لغافلين)) 156 / الأنعام. وقد وردت المادة أيضاً بالمعنى السابق في 29 / آل عمران، 56 / مريم.
د ر ك
أدركه: لحقه، وأدرك الغلام: بلغ الحلم، وأدركت الثمرة: نضجت، فالفعل لازم ومتعد، ومن المتعدي ((حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت)) 90 / يونس، والمراد بلحاق الغرق فرعون وقوعه فيه وتلبسه بأوائله، وقيل أدركه: قارب إدراكه لأن اللحاق يمنعه من قول آمنت، وقيل الإدراك على ظاهره، والقول هنا كلام نفسي، وفسر الإدراك بالاجتماع في ((لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر)) 40 / يس. أي تجتمع معه في الوقت الذي حده الله تعالى له. وفسر الإدراك في ((لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار)) 103 / الأنعام. بمعنى لا تحيط به، فهي تراه من غير إحاطة، وقال المعتزلة في تفسيره: لا تراه ولا تتعلق به، لأنه متعال عن أن يكون مبصراً في ذاته، أما ((وهو يدرك الأبصار)) فهي بمعنى يراها على وجه الإحاطة أو يحيط بها علماً ورؤية. وقد ورد الفعل أيضا على المعنى العام في 78،100 / النساء. وقد ورد اسم المفعول من أدرك في ((قال أصحاب موسى إنا لمدركون)) 61 / الشعراء.
وتدارك الشيء يتداركه: لحق، ومنه: ((لو لا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء)) 49 / القلم.
تداركه نعم: لحقته، والتدارك في الإغاثة والنعمة أكثر.