/ صحفة 70 /
وفيها بحوث طبيعية بحتة، وكيمائية ـ هي الأسس لتطور الحضارة الصناعية ـ لا تجافي الإسلام ولا تعادى رسالته.
وفي حياة الغرب أيضا (ثقافة) توجيهية، هي ما تعرف بالثقافة الغربية الحديثة:
للاتجاه المادي في هذه الثقافة سيطرة وشأن، وهو يناوىء الإسلام تماما.
وفي الاتجاه الروحي والمثالي فيها هزال وضعف لسنا في حاجة إليه، مع قوة اسلامنا وسلامة توجيهه الروحي.
وطابع الاتجاه الاستشراقي فيها يتسم بالحزبية والغرض، ويقوم على فكرة صليبية أو سياسية. وهذا أيضاً لسنا في حاجة إلى استيراده، ثم الأخذ به في توجيهنا في الحياة، لأنه مصدر ضعف لنا من جانب، وحائل بيننا وبين الفهم المستقيم لتراثنا الثقافي من جانب آخر.
اسلام يعتز به في التوجيه، وحضارة صناعية تقتبس يجب أن يكون الشعار لنا في حياتنا المعاصرة.
توجيه ثقافي غربي في صورة من صوره الثلاث إذا سرنا وراءه فقدنا شخصيتنا أولا، ثم اضطربنا في توجيهنا ثانياً، ثم كنا أخيراً لا في عداد الغربيين، ولا في عداد الشرقيين.
ان وجودنا كجماعة وكأمة ليس وجوداً مادياً فحسب، إنّما قوامه قبل ذلك أننا شعب شرقي اسلامي له ماض عريق في الثقافة والحضارة الإنسانية.