/ صحفة 72 /
اني لدى الحرب رخى اللبب عند تناديهم بهال وهب
معتزم الصولة عالي النسب أمهتي خندف والياس أبي
قلت: هذا حديث شهى على اجماله وعمومه، وما اخا لك في الاسترسال الا ذاكراً طرفا وملحاً رغيبة إلى النفس، حسنة الوقع في السمع، يهش لها الفؤاد، غير أننى بصدد الاستفهام عن مادة (الياس) جد النبي صلى الله عليه وآله وسلم للموازنة بينه وبين (الياس) النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وحقا تم الحديث، بل أوفى البيان على الغاية في الأخير، وبغيتى الآن معرفة الأول، فهل يساير علم جد النبي علم النبي، ويوافقه من ناحية التعريب وقطع الهمزة المكسورة؟ ولك بعدئذ ما تشاء من جولات في الميادين الممتعة في الأدب والتاريخ والتعليق، الأمر لك كما ترضى.
قال: قطعت على حديثي، وخلت أنني سأنأى عن المقصود لك من سؤالك، فذلك ما لا يكون ولن يكون.
ولو تمهلت قليلا، وصبرت جميلا، وتأملت في تعمدي ذكر البيتين، بعد التقدمة لهما بكلمة عن صاحبهما، لظننت بل تيقنت أنني سالك الطريق، وأن للبيتين شأنا في صميم الموضوع، والا كان تطويلا بلا طائل.
وفي الحقيقة أن البيتين من الدعائم التي بنى عليها القول الصحيح، وستلمس هذا قريبا عند المواطن المناسب، لكني رأيت الآن موافقتك في هواك، ومجاراتك في التعجيل بالافادة، عملا على مرضاتك.
تعلم أن (الياس) جد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ناله الخلاف كما نال (الياس) النبي صلى الله عليه وآله وسلم من قبل وأن فيه قولا مختاراً من القولين فيه كما في (الياس) النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فهما متساويان اجمالا في أمرين: الخلاف فيهما على قولين: وقول مختار من القولين. لكنهما مختلفان بعدئذ في نوع المختار، إذ المختار في النبي من التعريب وقطع الهمزة المكسورة مضعف هنا، والمضعف فيه من العربية ووصل آل مختار هنا.
وليس بجديد عليك أنه لم تسلم جزئية علمية من خلاف، وبرحم الله الامام