/ صفحه 227/
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة التحرير:
يصدر هذا العدد من " رسالة الإسلام " وأفئدة المسلمين في كل شعب تهوي إلى وفد الله من الحجاج والعمار والزوار، أولئك الذين سمعوا رنين الأذان الذي صدع به رسول الله إبراهيم، تلبية لأمر الله عزوجل حيث يقول: " وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ".
لقد سرت هذه الدعوة في أعماق التاريخ مسرى الدماء، من الآباء إلى الأبناء، حتى جاء خاتم النبيين فقررها بأمر الله ركناً من أركان دينه الحنيف، وجعلها شعيرة مفروضة إلى يوم الدين: " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا، ومن كفر فان الله غني عن العالمين ".
إن أركان الإسلام كلها توحي بوجوب التضامن والالتفاف حول غرض شريف واحد: فالشهادتان هما قلب الإيمان وأساس التوحيد والوحدة، وعنوان اتفاق كلمة المسلمين على أنه ليس لهم إلا إله واحد، ورسول واحد. والصلاة تطبيق روحي لهذا الإيمان، لأنها اتجاه إلى الله، وحمد له، ودعاء لرسوله وآل رسوله وعباد الله الصالحين. والصوم مظهر من مظاهر إيثار الإله الحق بالانخلاع له من الشهوات والرغبات ومظهر من مظاهر الوحدة الرائعة، يجمع المسلمين حيثما كانوا بجامعة سارية فيهم طول ليلهم ونهارهم. والزكاة تضحية لله، توحي بما يريده لعباده من التعاون والترابط وأن يكونوا جميعاً أجزاء لبنيان واحد، أو أعضاء لجسد واحد.
أما الحج فإنه لباب ذلك كله، إنه كالخلاصة المركزة لجميع العناصر التي يقوم عليها بناء الإسلام، ويحيا بها المسلمون حياة العزة والكرامة.