/ صفحه 270/
في التاريخ والأدب
لصاحب الفضيلة الشيخ محمد الطنطاوي الأستاذ في كلية اللغة العربية
ـ 4 ـ
حلوان ـ خندف:
استوعب حديث (حلوان) المقال المتقدم كله، للاستطراد فيما اتصل بحلوان مما استبقى ذكره في سجل الخالدين بصحائف التاريخ، وقد التزمت في نهايته إتباعه بحديث آخر عن أخته (خندف)، وذلك أنه قد سبق التعهد بالحديثين مرتبين كذلك بعد الفراغ من تسطير ما يتعلق بأمهما (ضرية)، وبهذا سيكون موضوع اليوم خاصا بخندف.
خندف:
إن خندف قد أدركت شأو أمها ضرية وأخيها حلوان، في شيعان اسمها في عهدها واستدامته في الآخرين بعدها مثلهما، فلئن أتيح لأمها حظ البقاء لاسمها مقرونا بالتعريف لحماها الذي ظل القرون الطوال قائماً في الجاهلية والاسلام، وتردد التنويه به في عهد جعفر المتوكل على الله على ما سلف، وما ادري إلى أي وقت بقي؟ فلعله طال عهده بعدئذ إلى حين، ولأخيها تسجيل اسمه على حلوان الفرات مضافا مع هذا إلى التمييز به في نسله المبارك فيه المستمر إلى الإسلام، فكان منه بعض الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، على ما نقلنا لك هناك، إذ لا حاجة إلى سرد أسماء كثيرة منهم يمتون إليه بصلة الأبوة لهم. لئن أتيح لأمها وأخيها ما عرفت، لقد قيض الله لخندف كذلك الخلود الأبدي بإطلاق اسمها على بنيها من اليأس، فمن تفرع منهم الأحقاب الممتدة من يومها إلى العصر العباسي