/ صفحه 366/
أيها أصلح لحالتنا الدينية والاجتماعية
التوحيد، أو التقريب والتعريف، أو التفريق
لحضرة صاحب الفضيلة الأستاذ ابن الدين ـ طهران
ـــــــ
مضى على فكرة التقريب زمن قصير، ومع ذلك نراها قد خطت في خلاله خطوات واسعة نحو التقدم والانتشار، وإن ذلك ليبشرنا بتقدم أكثر وانتشار أوسع إن شاء الله تعالى، فقد تبقى الفكرة الدينية أو الاجتماعية أو السياسية طيلة قرون وأعصار لا تجد في خلالها منبتاً خصباً مهما كان القائمون بها حرصاء على إنمائها وتوسيع نطاقها، أما إذا صادفت ظروفا وأحوالا تساعدها على الازدهار والتوسع فسرعان ما تنبت وتنمو وتورق وتزهر وتقوم على ساق وتعطي أكلها كل حين.
على أن مساعدة الظروف والأحوال وحدها لا تكفي في نمو أية فكرة دينية أو اجتماعية أو غيرها ما لم يقم بإنمائها رجال مفكرون محنكون دارسون حالة المجتمع، واقفون بمواضع الحاجة من الأمة، كما أن الكائنات الحية لا تكاد تنمو وتزدهر سريعاً ما لم يتدخل في شئونها من يحسن تربيتها والقيام بأمرها، علاوة على ما يلزمها من مساعدة البيئة والمناخ.
فقد كانت فكرة التقريب لا تزال تدور في خلد نبهاء الأمة والمصلحين من الفريقين، ولم تزل تتعرقل مساعيهم بما يقع في سبيلهم من العقبات الكأداء، وما يصادفهم من العثرات التي تحول دون تقدم أية فكرة إصلاحية تعود بالنفع الجزيل للأمة الإسلامية، أما وقد صادفت رجالا مفكرين يقومون بإزالة تلك العقبات بما أوتوا من دربة وحنكة وقوة وجهد فلابد لها من هذا التقدم والانتشار.
وأريد، في هذه العجالة، بيان الخطة التي يختطها ـ أو لابد أن يختطها ـ زعماء التقريب، إذ نرى كثيراً ممن لا يحيطون خبراً بمرامي الفكرة لا يزالون يتساءلون عن الغاية التي تنحو نحوها، والأهداف التي ترمي إليها جماعة التقريب زاعمين أنهم يحاولون توحيد المذاهب الإسلامية الأمر الذي يجعل هؤلاء واثقين