/ صفحه 436/
200 كيلو متر من السكك الحديدية، وإذا كانت الصين الشعبية أخرجت هذا الشهر أول نفاثات من صنع بلادها يعد برنامج لم يطل سبع سنوات، فلندرس نحن معشر العرب ما أصابنا من ضعف وما حل بنا من وهن، فالأنهار موجودة لدينا، والبترول متوفر في حقولنا، والسواعد تسعى للعمل في كل مكان فلا تجده، بل إن البترول يخرج من جديد في أماكن مختلفة من الوطن العربي والاسلامي، فبالأمس في قرة شوك في سوريا الشقيقة وعلى حدود العراق اكتشفت حقول جديدة للبترول يبلغ طولها 30 كيلو متراً وعرضها عشرة، وفي هذا الشهر وفي " قم " في إيران اكشفت آبار جديدة للبترول أيضا وحاول فريق من خبراء العالم منع خروجه إلى سطح الأرض حتى تستعد الشركات لاستخراجه فكان من القوة أن غطى في فترة وجيزة مساحة قدرها 30 كيلو متراً مربعاً ـ إن هذا الزيت يخرج الينا، إنه يسعى إلينا من أراضي الوطن العربي من سوريا العربية، ومن أراضي الممالك الإسلامية من إيران الصديقة، فليكن هذا البترول لنا، ليكن للعرب والمسلمين، ليكن لتعمير بلادنا، وليزل به الحفاء والجوع والجهل والمرض، ليكن لنا لا علينا
* * *
علينا أن نعتقد أننا أغنياء في أوطاننا وسادة في بلادنا، وأنه لا ينقصنا إلا الاتحاد والتنظيم، ولا يعوزنا إلا أن نخلق جيلا من المتعلمين، وملايين من العمال المهرة والفنيين، وأن نضع كل مواطن في المكان الذي يجب أن يوضع فيه ـ إن السواعد عندنا قوية، وتحتاج إلى من يعمل على تنظيمها واستخدامها لخير الوطن، وإني على يقين من أن مصيرنا في القريب حياة أفضل، منشؤها النظام، وديدنها العمل ورائدها الاخلاص والايمان.
أما أن نكون تابعين لغيرنا فسوف لا يكون ذلك أبداً، ولنذكر دائما وليذكر غيرنا إننا أصل المدنيات ومهبط الأديان ـ لنذكر وليذكروا أننا في هذه الانسانية جمعاء منحة عريقة من الماضي البعيد، وهدية تدل عليه آثارنا ومجدنا التليد. إننا الأغنياء وهم الفقراء! إننا الأقوياء وهم الضعفاء.