/ صفحه 188/
ليقنيه أن لا أمل في رضا الخليفة عليه بعد أيمانه المؤكدة على الفتك به إذا حان حينه، مع أن الخليفة لو استهل خلافته بإعلان الصفح عنه أولا، والتغاضي عنه فيما فرط منه مما قد يلتمس له فيه المعذرة، لعاد ذلك على الدولة بالخير العميم واستقرار الأمن في ربوعها.
إنها لعبرة التاريخ، فلا بدع أن يستلهمها في التأسي بها من كان الدهر حربا عوانا عليه، وهو جدير بكل تعظيم وإجلال، لهذا سجلها ابن دريد في مقصورته المشهورة ضاربا المثل الكامل بيزيد متأسيا به، قال:
وقد سما قبلي يزيد طالبا شأو العلا فما وهي ولا ونى
فاعترضت دون التي رام وقد جد به الجد اللهيم الأربى(1)

*(هوامش)*
(1) سما: ارتفع،شأو: طلق، وهى: ضعف، ونى: فتر، اعترضت: بدت، اللهيم: الداهية، الأربى: الداهية بدل مما قبلها وله قصورة شروح منها ما في المواهب الفتحية ج 2 فلتراجع.