/ صفحه 247/

كيف يستعيد المسلمون وحدتهم وتناصرهم
لحضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الجليل الشيخ محمد عرفه
عضو جماعة كبار العلماء
-8-
لعل قائلا يقول لقد كتبت في أسباب فرقة المسلمين واختلافهم ووقوع العداوة والبغضاء بينهم، وعالجت ذلك بالأسباب الممكنة، ولكن كل ما ذكرته كان في القديم وكانت له أسباب موضعية لا توجد في هذا الزمن، فقلما ينتفع بها أهل هذا العصر، ونحن بحاجة إلى أن تدرس أحوال المسلمين في هذا العصر، وتعلم أسباب اختلافهم، وما علاج ذلك وتذلنا عليها وتضع أيدينا على مواضع الخطأ والصواب، لنتلافي الخطأ ونتبع الصواب، ولعل ذلك يكون أجدى من الكلام في أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون.
إننا الآن في فرقة واختلاف، فمصر وسورية والمملكة السعودية والأردن في ناحية، وتركيا والعراق وإيران وباكستان في ناحية، وبعضها يخرج من هذا المعسكر ليدخل في المعسكر الآخر، وبعضها يتردد بين هذا وذاك، وتتناول الصحف والمجلات والساسة كل ذلك بالتعليق والتأنيب، والتخطئة والتصويب، والعتب والاستهجان، وهذا مما يدعوا إلى الفرقة والشقاق والعداوة والبغضاء، أفما كان من الأجدر ومن الوفاء للأمم الإسلامية المعاصرة أن تطب لها وتعرف داءها.
ومن عجب أن يكون بين المسلمين من المهاترات والمناقضات ما لا يكون مثله بينهم وبين أعدائهم الحقيقين، الطامعين في بلادهم، المضعفين لشوكتهم، المذلين لكبريائهم.
هذه حال يرثى لها، ومن الواجب على أولي الرأي أن يتلافوها قبل استفحالها، وأن يرأبوا الصدع ويرتقوا الفتق ويجمعوا كلمة المسلمين.