/ صفحه 311/
2 إقناعهم بشرعية السلطة التي عنها يصدر هذا التقييد.
3 إقناعهم بأن هذا التقييد قد جاء على قدر الحاجة، فلم يشطط ولم يسرف.
هذه هي الدعائم الثلاث التي تستقر عليها القوانين، وترسخ في المجتمع، وتكسب الهيبة والاحترام، وتأمن شر الانتقاض عليها، والتفلت من سلطانها في السر أو العلانية؛ ولذلك لا تعمر القوانين أو التكاليف التي أساسها مجرد الرغبة من فارضيها، دون الشعور بها من جانب المكلفين؛ ولا تعمر القوانين التي تفرض من غير ذي حق مشروع في فرضها، لأن سنادها حينئذ هو القوة، والقوة عارض يزول؛ ولا تعمر القوانين التي يشعر المكلفون بها بأنها ثقيلة فادحة تكلفهم من الأعباء فوق ما يستطيعون، أو تتجاوز بهم حدود ما تقضى به الحاجة، ولو كان محتملا في نفسه.
* * *
ولقد قام التشريع القرآني في كل ما جاء به على هذه الدعائم الثلاث؛ ولذلك كان هو الشريعة الخالدة الصالحة لكل زمان ومكان، القادرة على أن تبث في العالم أسباب الطمأنينة والرضا والأمن والسلامة، وأن تقيه عوامل التزلزل والاضطراب والفوضى.
وفيما يأتى حديث عن هذه الدعائم الثلاث وبعض الأحكام التي قامت عليها، نعرضها كأمثلة، ونتناولها بشيء من الشرح والبيان، لكى نجلى الفكرة التي عقدنا لها هذا البحث، والله المستعان.
أما الدعامة الأولى: وهي إقناع المكلفين بحاجتهم إلى التقيد بتشريع معين في أمر معين، فإننا نرى لها مظاهر في الكتاب الكريم، نذكر منها ما يأتي…
ثم أورد المؤلف بعض الأمثلة وجاء منها:
3- نجد القرآن الكريم يقرن الأحكام التي يشرعها غالبا بما يدل على انبناء تشريعه فيها على مصالح الناس أنفسهم، وعلى أن أحوالهم تتطلبها، ولا تستقيم