/ صفحه 376/
وللقطامي قصة درة أيضا، لكنها أقصر طولا، وأوجز حديثا(1).
ومن القصص الطويلة قصةحمار الوحش الذي ضربه أبو ذؤيب الهذلي مثلا للعزيز المحمي، لايعز على غير الدهر، ولا يمتنع على حكم القضاء(2). ومنها أربع قصص للأخطل(3)، وقصةلكل من: ساعدةبن جؤيّة(4)، وربيعةبن مقروم(5)، والقطامي(6)، والمثقب العبدي(7)، والفرزدق(8).
وقد يشبه الشاعر موصوفه بشيئين، ثم يتخذ من كل مشبه به موضوعا لقصةقائمة بنفسها، كالذي صنع المخبل السعدي، إذ شبه محبوبته بالدرةمرة، وبالبيضة أحرى، ثم جعل من كل موضوعا لقصةقصيرة، فإذا قصتان متجاورتان، تنشعبان في أصلهما من موضوع واحد. قال:
بردية سبق النعيم بها أقرانها وغلا بها عظم(9)
وتريك وجها كالصحيفة لا ظمآن مختلج ولا جهم(10)
كعقيلةالدر استضاء بها محراب عرش عزيزها العجم(11)
أغلى بها ثمنا وجاءبها شخت العظام كأنه سهم(12)
بلبانه زيت وأخرجها من ذي غوارب وسطه اللخم(13)

*(هوامش)*
(1) ديوان القطامي: 69.
(2) ديوان الهذليين: القسم الأول: 4.
(3) ديوان الأخطل: 60، 85، 113، 230.
(4) ديوان الهذليين: القسم الأول: 39.
(5) المفضليات: 188، 189.
(6) الديوان: 16.
(7) شعراءالنصرانية: 1: 402.
(8) الديوان: 1: 228.
(9) البردي: نبت، وشبهها به في البياض والصفاءو الاتواء. علا: ارفع.
(10) المختلج: القليل اللحم الضامر، الجهم: الكثير اللحم البشع.
(11) محراب، منصوب على نزع الخافض.
(12) شخت العظام: دقيقها.
(13) اللخم: سمك كبير، يقال له القرش.