/ صفحه 394/
(1) وهي بدورها توحى بالوحدة في ذات الإنسان.
(ب) وبالوحدة في علاقة الإنسان بالإنسان: في الأسرة، والمجتمع، وفي مجتمع إسلامي مع مجتمع آخر.
وللوحدة في ذات الإنسان منهج مرسوم. وتشريع التهذيب أو العبادات هو سبيل وحدة الإنسان. وللوحدة في العلاقات بين الأفراد والمجتمعات منهج مرسوم كذلك. وتشريع المعاملات هو سبيل وحدة العلاقات.
يقول الله لرسوله الكريم: ((قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد)). ومعنيىذلك. الله المعبود واحد، وهو الرب والسيد، ووحدته وحدة خالصة، فلم يأت عن طريق غيره (فلم يولد) ولم يكن غير عنه، يشبهه (فلم يلد). ولذا ليس هناك معادل له في الوجود (فلم يكن له كفوا أحد).
وبهذه السورة القصيرة تحددت وحدانية الله، بالوحدانية الخالصة عن المثل والشبيه. ثم لأن المعبود هو من يتجه إليه الإنسان في حياته - كانت هذه الوحدة الخالصة هي غاية الإنسان في سعيه في الحياة، وفي سلوكه فيها:
فسعى الإنسان في الحياة يجب أن يتجه إلى وحده ذاته، وصهر علاقته بغيره، حتى تصير قريبة من الوحدة الخالصة. وسلوكه في الحياة يجب أن ينبيء عن وجود هذه الوحدة بالفعل في حياة الإنسان.
على الإنسان إذن أن يحمل نفسه على الوحدة. وعليه أن يسلك طبقا لهذه الوحدة التي تحققت بسعيه. فإن لم يسع نحو هذه الوحدة، لم يدرك في عبادته وحدة الله جل شأنه. وإن سلك سلوكا متضاربا في حياته، كان تضار به في سلوكه أمارة علي أنه لم يحقق الوحدة في نفسه.
وكذلك الشأن في علاقته بغيره. عليه أن يسعى لتقريب الاثنينية بين نفسه وغيره، إلى وحدة، أو إلى ما يقرب إلى الوحدة على سبيل الحقيقة. وكذلك سلوكه مع غيره يجب أن ينبيء عن هذا التقريب بين اثنينية نفسه مع غيره.