/ صفحه 420/
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهذا في الآيات - 76،77،78،79،80 و81 من سورة الإسراء: ((وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذن لا يلبثون خلافك إلا قليلا، سنةمن قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا، أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا، ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا، وقل رب أدخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا، وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا)).
ففي هذه الآيات إرهاصات أيضا بأحداث قريبة سيكون لها شأنها في الإسلام، إرهاصات بتلك الهجرةإلى المدينةبعد أن كادت قريش تستفز النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ليخرجوه بالقوة من أرضهم، وما كان أسوأها عاقبة لهم لو أخرجوه بالقوة، ولكنه تلطف في الهجرةفخرج بنفسه متخفيا إبقاءعليهم، لأنه كان رحيما بهم ولا يريد هلاكهم، وكانت هذه الهجرة هي المقام المحمود الذي بشره الله تعالى به في هذه الآيات، وفي الجمع بين الإرهاص به وبين تلك الرؤيا المنامية في سورة واحدةما يقوي العلاقةبينهما، ويؤيد ما ذهبنا إليه في تلك الرؤيا من أنها لم تكن إلا رمزا لهذه البشرى التي جاءت في هذه الآيات.