/ صفحه 3/
كلمة التحرير
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله ومن والاه. اللهم اهدنا بهديهم، وأحينا وأمتنا على حبهم، واحشرنا في زمرتهم، واجعلنا يوم الجزاء من جيرتهم، وأدخلنا معهم جنات عدن التي وعدتهم إنك لا تخلف الميعاد.
أما بعد، فهذا هو العدد الأول من سنتنا العاشرة، نقدمه ونحن به سعداء مغتبطون، لا زهواً بما فعلنا، ولا اكتفاء بما كسبنا، ولكن فرحا بتوفيق الله تعالى وعونه، وبأننا أوشكنا أن نتم من هذه المجلة المباركة أربعين عدداً، كلَّ عدد منها كتاب برأسه، تلتقي على صفحاته أفكار أهل العلم والبصر من المؤمنين بالله ربا، وبمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) نبياً ورسولا، وبالقرآن الكريم كتاباً مبينا، وصراطاً مستقيما.
إن أمامي الان هذه المجموعة الضخمة من أعداد " رسالة الإسلام " وإني أتصفح كل عدد منها فيخيل إليّ أني استمع إليه وهو يحدثني عن ذكرياته، وظروف إعداده وإخراجه، وما كان يراد له، وما هدى الله إليه، وماذا ترك من أثر هنا وهناك، وكيف كان يتلقاه هؤلاء وأولئك حذرين متوجسين، يحسبه السني دعوة شيعية، ويحسبه الشيعي دعوة سنية، ثم كيف التقى عليه الاخوة بعد طول افتراق، وكيف آمنوا بدعوته، واطمأنوا إلى فكرته، وأصبح هو اللسان المعبر لكل منهم عن كل منهم، ينقل إلى الاخوة في النجف ما يقوله إخوتهم في الأزهر، ويبد من ذخائر العلم في إيران، ما كان يخفيه الزمان، ويسمع الشآم صوت اليمان، ويسرى