/ صفحه 394/
و " الوجود " هو " أنا ". ذلك هو شعار الطفل في حياته: فيما يتصور، وفيما يتصرف ويسلك. إن جلس فليصنع في جلسته ما يشاء، وإن خلا مقعد في مركبة عامة فليسرع إلى الجلوس عليه. وإن مد يده إلى الأكل فليمددها إلى الموضع القريب أو الخاص بغيره، دون شعور منه بأنه تجاوز حق نفسه ودخل في منطقة غيره. وإن زار قريباً له أو صديقاً صغيراً مثله فليجمع من لعبه ما يشاء وليخف ما جمعه في لباسه أو حقيبة والدته دون أن تعلم. فإن انكشف أمره وأرادت والدته تصحيح الوض وردَّ اللعب إلى قريبه أو صديقه تشبث بها، واستعان على الاحتفاظ بها بالبكاء والصراخ وضرب القدمين على الارض أو الارتماء عليها بما يشبه حركة المنصرع. وإن اشترك في لعبة مع غيره، وحدث أن أصيب واحد من المشتركين معه، وَلَّى هاربا وعمد إلى الاختفاء، وربما في المرحاض أو تحت السرير فترة مَّا. وإن سُئل عن هذا الحادث أنكر علمه به أو حدَّد مصدره بغيره. لا يعرف أنه يغتاب غيره أو يستعدي عليه، إن تحدث عن مساوئه ـ وهي مساوئ لم تقع ولكنها متخيلة ـ ظمعاً في أن ينفرد وحده بالمنزلة أو بالشيء... وهكذا...
1 ـ فالطفل " أناني ".
2 ـ ودنياه غير محدودة.
3 ـ وليست هناك حرمات لغيره يرعاها.
4 ـ وجبان خائف، لا يتحمل مسئولية ما. ضعيف أمام الأحداث.
5 ـ ووسيلته في تحصيل رغباته البكاء، أو الملق الرخيصن أو الدس والوقيعة.
6 ـ يحرك والديه في تحصيل المنفعةن ولا يتحرك هو إلا بمقدار ما يثيرهما، يعتمد على وساطتهما ولا يباشر السعي الموصل إلى الهدف بنفسه.
* * *
الرشد الانساني:
أما الرشيد من الإنسان، وهو صاحب المستوى الانساني الناضج، فإنه في الخصائص النفسية على الضد من خصائص الطفل التي ذكرنا ملخصاً عنها. هو: