/صفحة 185/
اسم المتصوف:
قال السري السفطي: المتصوف: اسم لثلاث معان: الذي لا يطفئ نورُ معرفته نورَ ورعه. والذي لا يتكلم بباطن في علم، ينقضه عليه ظاهر الكتاب. والذي لا تحمله الكرامات على هتك محارم الله تعالى.
دعاء مستجاب على غشوم !!
كتب زياد إلى معاوية: يا أمير المؤمنين، قد ضبطت لك العراق بشمالي، وفرّغت يمينى لطاعتك، فولني الحجاز ! فبلغ ذلك عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وكان مقيما بمكة؛ فقال: اللهم اشغل عنا يمين زياد ! فاصابه الطاعون في يمينه، فجمع الأطباء واستشارهم، فأشاروا عليه بقطعها !.
فاستدعى القاضي شريحا، وعرض عليه رأي الأطباء، فقال له: لك رزق معلوم، وأجل محتوم، وإني أكره ـ إن كانت لك مدة ـ أن تعيش في الدنيا بلا يمين، وإن كان قد دنا أجلك، أن تلقي ربك مقطوع اليد، فإذا سألك لم قطعتها ؟ قلت بغضاً في لقائك، وفراراً من قضائك ! فمات زياد من يومه. فلام الناس شريحاً على منعه القطع لبغضهم زياداً ! فقال شريح: إنه استشارني، والمستشار مؤتمن، ولولا الأمانة في المشورة، لوددت أنه قطع يده يوما، ورجله يوما، وسائر جسده يوما يوما !!.
حيرة الفلاسفة:
قال ابن سينا:
لقد طفت في كل المعاهد، كلها وسيّرت طرفي بين تلك المعالم
فلم أر إلا واضعاً كف حائر على ذَقَن، أو قارعاً سِنّ نادم