/صفحة 195/
رأي في تأويل فواتح السُّورَ
للأستاذ عبد الوهاب حموده
ــــ
إن في القرآن الكريم تسعاً وعشرين سورة من مائة وأربع عشرة، افتتحت بحرف أو أكثر من الحروف الهجائية، وقد أسبغ عليها علم التفسير تأويلات مختلفة وبحثت فيها عقلية العصور المتأخرة، وتناولها أيضاً المستشرقون فيما تناولوه من ترجمة معاني القرآن الكريم.
كل ذلك سنشرحه إن شاء الله ونبين وجه الصواب فيه، ثم نعقب على ذلك بالرأي الذي نميل إلى ترجيحه مع ذكر أدلة ذلك وبراهينه.
ولنبدأ بترجمة مقال نشر في مجلة " اسلاميك ريفيو " للعالم الكبير السيد محمد على الهندي، يرد فيه على ما ذهب إليه الأستاذ نصوح طاهر الفلسطيني في موضوع هذه الافتتاحات.
والسيد محمد علي الهندي معروف بنشاطه في خدمة الدين الإسلامي، فقد ألف كتاب " الدين الإسلامي " وترجم معاني القرآن الكريم إلى الانجليزية، وهي من أفضل الترجمات، صحح فيها ما أخطأ فيه كثير من المترجمين الغربيين، ثم له كتاب في تاريخ الرسول صلى الله عليه وسلم، وكتاب آخر بعنوان " فكر خوالد " وكل هذه الكتب قد ترجمت إلى اللغة العربية، وله غير ذلك كثير من الرسائل والبحوث.
وكان رئيساً لمجلة " ريفيو أوف ريلجن " لتحمل تعاليم الإسلام إلى أوربا وأمريكا.
وقد نشأ السيد عاكفاً على الفضيلة، عابداً، مولعاً بالقرآن الكريم والتهجد به قبل أذان الفجر، واستمر على تهجده إلى آخر حياته.
ثم استقر في " لاهور " عام 1914، مبتعداً بنفسه عن الفتنة التي بدأت بسبب الخلافات في الحركة الأحمدية، وأسس فيها الرابطة الأحمدية لإشاعة الإسلام،