/صفحة 308/
يقول فيها:
خليلي قوما فاندبا من بقُر به لهوت زمانا عن سماع النوادب
ويا لهفتي منه على ذي مودّة برئ الأديم من قروف المعايب
نسيبي بالودّ الصحيح وأقربى وصاحبي الأدنى إذا أزورّ صاحبي
ويبدو أن الشريف كان قد نصب نفسه شاعراً اجتماعياً يقول الشعر في المناسبات الخاصة والعامة. واستمع إليه يعزّي القاضي أبا القاسم العسكري عن ولد له توفّي غريقاً، إذ يقول:
إنّ هذا الزمان يأخذ منّا كلّ يومٍ خيارنا والخيارا
واعزاؤنا إذا لم يفوتو نا صغاراً فاتوا وماتوا كبارا
وفيها.
إنّما المرء طائر سكن الوكـ ر قليلاً مهجّرا ثم طارا
فطوال السنينَ بعد تقصٍّ ونفاد ماكنّ إلا قصارا
ايُّ بدر لم ينتقص بمحاقٍ بعد أن كان للعيون استدارا
وظلام ما جاء غبّ صباح ملأ الأرض كلها واستنارا
ثم هو يسلك إلى تعزيته سبيل الدين، ويذكره في ذلك بخشية الله، ويرجيه ثوابه:
واصطبر مؤثرا تفز بثواب لا تضعه بأن صبرت اضطرارا
لا تشكن بالذي قسم الأعـ ـمار فالله قسَّم الأعمارا
واصحُ كي تدرك الثواب فكل الـ ـناس في هذه الخطوب سكارى
وهذا ولد آخر لعميد الرؤساء أبي طالب يسقط عليه السقف فيقضي صريعاً، فلا يجد الشريف مندوحة عن رثائه، إذ يحسن عزاءه بقوله:
ما أساء الزمان فيك الصنيعا فاشكر الله سامعاً ومطيعا
أخذ الله واحداً ثم أبقى لك ممن تهوى وترجو جميعا
فهب الحزنَ للسرور ولا تُذ رِ على ما مضى وفات دموعا