/صفحة 7 /
بآياته، أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب، حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله، قالوا ضلوا عنا، وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين. قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار، كلما دخلت أمة لعنت أختها، حتى إذا ادَّاركوا فيها جميعا" قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا"ضعفا"من النار، قال لكل ٍّ ضعف ٌ ولكن لا تعلمون. وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضل فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون".
أساس الجريمة البرى التي استحق بها الكفار العذاب: وهنا نجد أن أول ما عنيت به الآيات، هو التمهيد بلفت الأنظار إلى أساس الجريمة التي استحقوا بها العذاب، فقررت أنه لاأظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته، فاقتراؤهم على الله الكذب أنهم كانوا يقولون عن شركائهم: هؤلاء شفعاؤنا عندالله" ويقولون: "لو شاءالله ما أشركنا ولاآباؤنا ولا حرمنا من شيء". "و إذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها، ومنهم من "قال أوحى إلى َّولم يوح إليه شيء، ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله"فهذه كلها أكاذيب مفترة على الله بغير علم، وهي تصدر عن لون من الإجرام خبيث يستحق أصحابه عليه أشد العذاب والعذاب، وأما تكذيبهم بآيات الله ;فذلك صادق بتكذيبهم بالآيات الكونية، حيث يقط عونها عن دلالتها 7و يباعدون بينهاوبين نتائجها، ويقفون منها موقف الجمود والتحجر والاستكبار وعدم الاعتبار، وصادق أيضا"بتكذيبهم بالآيات القولية، كما كانوا يقولون عن الرسول والقرآن: "افتراه وأعانه عليه قوم آخرون" أو إنّما يعلمه بشر" أو سحر أو شعر أو لا يحقق إصلاح البشرية، أو نحو ذلك مما يقوله المكذبون المعاندون قديما"و حديثا".
وإذا كانت هذه هي جريمتهم وواقع أمرهم في الافتراءعلى الله، والتكذيب بآيات الله، وكانت هذه الجريمة أبشع الجرائم، وصاحبها هو أكبر المجرمين ظلما";فهم إذن يستحقون العذاب أشدَّ العذاب.
تصوير حيرة الكافرين بعد الموت:
وبعد هذا التمهيد تعرض الآيات لمشاهد العذاب، فيكون أول ذلك عرض حالة المكذبين المفترين بعد الوفاة، حين تبدو أمامهم الحائق مسفرة، ويصيرون من أمرهم في حيرة، فيسألهم رسل الله "أين ما كنتم تدعون من دون الله"ليشفعوا لكم؟فيكون جوابهم "ضلوا عنا"فلم يهتدوا إلينا ولم نهتد إليهم، ويشهدون على أنفسهم أنهم كانوا كافرين.
وهنا يصدر عليهم الحكم النافذ: "ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس فب النار"و تصف الآيات تلاعنهم ومحاولة كل منهم التبرؤمن التبعات، والتنصل من المسئوليات، ومعرفتهم أنهم جميعا مشتركون في العذاب سواءفي ذلك من ضل ومن أضل.