/صفحة 91/
على فراشه؟ وكيف فصل الرأس من الجشمان؟ لم تسمع الأذنان نبأ في الماضي يشاكل تلك الرواية على امتداده السحيق حتى تركن النفس إلى استساغته.
استتبع الحديث في زيد الاستطراد المجمل عن أبيه زين العابدين، ثم التمييز بين مزاريهما لدفع الالتباس المستفيض بين عامة الناس، لكن ما فتىء المقال في نطاق المعلومات المرتبطة بزيد رضي الله عنه.
3 ـ يحيى بن زيد شهد مصرع أبيه والتمثيل المنكر به كما تقدم آنفا. ثم نجا بنفسه مولياً وجهه نحو أقصى البلاد الإسلامية "خراسان"، فلبث فيها بعيداً عن موجة الذعر والخوف، إلى أن ولى الخلافة الوليد بن اليزيد، فأمر والي خراسان: نصر بن سيار، يحيى ومن معه بالسفر للوليد، وبينما هو في الطريق عرض ما سول لنصر أن يسرح وراءه سالم بن أحوز المازني ليعيده فلحقه في الجوزجان "كورة من كور بلخ" وفيها اجتمع على يحيى خلق كثير بايعوه بالخلافة وبذلوا له الطاعة، فتهيأ للمنازلة، وبعد قتال مرير بين الفريقين وقع صريعاً مجندلا يحيى ومن صحبه، فأخذوا رأسه وصلبوا جسده، ولم يزل مصلوباً حتى ظهر أبو مسلم واستولى على خراسان، فأنزله وصلى عليه ودفنه وأمر بالنياحة عليه في خراسان، وقد ثأر له، قال ابن الأثير: "و أخذ أبو مسلم ديوان بني أمية وعرف منه أسماء من حضر قتل يحيى، فمن كان حياً قتله، ومن كان ميتاً خلفه في أهله بسوء".
تلك صورة تمثلت فيها المآسي التي لحقت الحسينيين في العهد الأموي، فنالوا بها زلفى الاستشهاد في سبيل الله: لهم مغفرة وأجر عظيم، وفي المقال التالي سنعرض ما جرى للحسنيين في العهد العباسي ان شاء الله.