/ صفحه 144/
4 ـ الوعد والوعيد: اختلفت الأمة في مسألة الوعد بالثواب، والوعيد بالعقاب: هل يجب على الله الوفاء بهما أولاً؟ قال الأشاعرة: لا يجب على الله شىء، وله أن يعاقب المطيع. ويثيب العاصي. هذا ما قاله الامام العزالي بالحرف: ((إن الله لا يبالي لو غفر لجميع الكافرين، وعاقب جميع المؤمنين، واستدلوا على ذلك بأن الله مالك كل شىء وللمالك أن يتصرف في ملكه كيف شاء، تماماً كما نتصرف نحن بالحمل. وقال المعتزلة: إن ثواب المطيع، وعقاب العاصي إن مات بلا توبة واجبان على الله، وإلا كان ما أخبر به كذبا، والكذب محال عليه سبحانه. واستدلوا بقوله تعالى: وما أنا بظلام للعبيد)).
وقال الإمامية: يجب على الله الوفاء بالوعد، وهو ثواب المطيع، لإنه مقتضى العدل والإنصاف، ولا يجب عليه الوفاء بالوعيد، أي عقاب العاصي، لأن العقاب حق لله، فيجوز له إسقاطه تماماً كما لو كان لإنسان دين في ذمتك فيجب عليك أن تؤديه غير منقوص، أما لو كان الذين لك فأنت بالخيار، إن شئت أن تسمح، وإن شئت استوفيته كاملا. وبهذا وقف الإمامية موقفاً وسطاً، حيث وافقوا المعتزلة في الوعد، وخالفوهم في الوعيد، ووافقوا الأشاعرة في الوعيد،وخالفوهم في الوعد، وبالتاي، فأين مايبرر القول بأن الإمامية هم أتباع المعتزلة؟! وكيف تنسب الإمامية إلى المعتزلة وقد رووا عن الإمام جعفر الصادق قوله: ((لعن الله المعتزلة أرادت أن توحد فألحدت، ورامت أن ترفع التشبيه فأثبتت))(1)هذا ما قالته الأشاعرة عن المعتزلة بالحرف الواحد.