/ صفحه 167/
قال شيخي
لحضرة الكاتب الفاضل الأستاذ أحمد محد بربري
أقسمت لا أنسى وإن طال عيشنا * * * صنيع لكنيز والأجل بن فنطل
نزلنا به يومافساء صباحنا * * * فإنك عمري قد ترى أي منزل
بكى إذ رآنا نازلين ببابه * * * وكيف بكاء ذي القليل المعَيِّلِ
فلا وأبيك ما نزلنا بعامر * * * ولا عامر ولا الرئيس بن مومل
ولا بالشليل رب مروان قاعداً * * * بأحسن عيش والنفائي نوفل
ولا ابن وهيب كاسب الحمد والعلا * * * ولا ابن ضبيع وسط آل المغفل
ولا ابن حليس قاعداً في لقاحه * * * ولا ابن جَرِيٍّ وسط آل المخبل
ولا ابن رباح بالزليفات داره * * * رباح بن سعد لا رباح بن معقل
أولئك أعطى للولائد خلفة * * * وأدعى إلى شحم السديف المرعبل
هل أنت ذا تراه يذرع الأرض جيئة وذهابا. منذ ((كليز)) حتى ابن ((رباح ابن سعد)) لا ((رباح بن معقل)) أحدهم أحسن لقاءه. وساء صباحه عند الثاني.. إنها حياة خليع سئمه قومه من طول ماجر عليهم.. وفي الارض منأى للكريم عن الأذى كما نصح له خاله الشنفري قبل.. ولكنه لن يستطيع أن ينجو من الأذى نجاءه مطلقاً فلا، أقل من أن يرفه عن نفسه ويخبرك خبر أولئك الذين أحسنوا ضيافته، وأولئك الذين أساءوا.. إنها صورة رائعة من صور حياة البادية; فهذا مُعْيلٌ بكي إذدهمه تأبط شراً.. فليس عنده قرى، فقليله يكاد لا يفي بحاجة بيته أولئك الذين عاشوا على القليل.. فليتجاوزه إلى عامر بن الطفيل أو عامر بن براء ملاعب الأسئة فكلاهما سيد كريم مقل.. وإذا عداهما فإلى ذلك القاعد في لقاحه، أو بأحسن عيش في فنائه.. وهو واجد ثم ما شاء من الجفتات السود أو البيض، تدعوه إلى شحم السديف المرعبل.