/ صفحه 295/
الخامس: الأضرار الاقتصادية:
ليس هناك أحد يجهل الأضرار الاقتصادية التي نتجم عن استعمال المسكرات. فإن المسكرات لها أضرار اقتصادية هائلة جدا! وربما صارت ـ المسكرات ـ سببا في فقر أمة كانت غنية من قبل.
(ا) تقهقر الاقتصاد العام:
فإن المسكرات تقهقر الاقتصاد العام، وتهدر الأموال الطائلة في سبيل جلب المضار المختلفة إلى البلا، وإيجاد القلق بدل تحسين البلاد ورفع القلق عن سكانها، وذلك بأمور:
أولاً: هدر أموال طائلة بلا فائدة، وإليك حقيقة مرعبة:
جاء في كتاب: ((مجموعة انتشارات جامعة التبليغات)): ((... أن عنب... يبلغ في السنة الواحدة، إلى حدود: خمسين ألفاً من الأطنان، وتصرف الأكثرية من هذه الكمية في سبيل إنتاج المسكرات)) ومن المعلوم: أن هذا المثال واحد من ألوف الأمثال، وقس على هذه الدولة سائر الدول!.
ثانياً: إضافة قوى العمال الذين يعملون في المسكرات وما يتبعها من الأعمال، وهذا ضرر آخر على الاقتصاد العام. فإذا كان العمال الذين يشتغلون في المسكرات يشتغلون في عمل آخر، لازدهر الاقتصاد العام، ولنجا الناس من هذه الأضرار.
ثالثاً: الأموال التي تصرف في سبيل أجرة العمال، والمساكين، والنقليات، وغيرها... وغيرها. مما يتبع المسكرات.
(ب) تدهور الاقتصاد الفردي:
فإن الرجل الذي يعمل طول النهار لأجل أن يحصل على شىء من النقود، يلزم عليه أن يصرف تلك النقود في سبيل طعامه، وطعام عائلة، وأطفاله، وكسوتهم، وأجرة سكانهم، وغيرها... حتى لا ينحط هو وعائلتة في الصنيق والشدة، بالنسبة إلى الطعام، والمسكن، وغيرهما.. من سائر اللوازم العائلية.
ولكن إذا صرف ذلك الرجل أجرته أجرته اليومية لأجل أن يشرب المسكرات ـ كجميع المتعاطين لها ـ فماذا يجري على زوجته، وعائلتة، إنهم يبيتون جائعين، بلا لباس; ولا مسكن، ولا.. ولا..
فهل هذا الرجل يضر نفسه وعائلته، أم لا؟!.