/ صفحه 81/
ويظهر مما ذكره في هذا الصدد أن صيام الثلاثين لديهم كان إمساكا مطلقا عن جميع أنواع الطعام والشراب من طلوع الشمس إلى غروبها; وكذلك كان صيام تسعة الأيام; على حين أن صيام السبعة كان مقيدا، فكانوا ((لا يأكلون في هذه الأيام شيئا من الزفر ولا يشربون الخمر))(2).
وذكر في أثناء كلامه عن أشهرهم أنهم ((كانوا يقدمون بصيام الثلاثين تكريما

ــــــــــ
(1) إنظر التاسع من كتاب ((الفهرست)) لابن النديم.
(2) الزفر كلمة علمية معناها لحم الحيوان وما يستخرج منه.

للقمر، وبصيام تسعة الأيام تكريما لرب البخت(1)، وبصيام سبعة الأيام تكريما للشمس، وهي الرب العظيم ورب الخير)). ولهذا كان صيام السبعة أهم أنواع صيامهم. فجميع أنواع صيامهم إذن كانت تكريما للكواكب ومظهرا من مظاهر عبادة الأفلاك السماوية.
وذكر المؤلف نفسه في أثناء كلامه على الثنوية الكلدانيين أو المأنوية (ودياناتهم مزيج من البابليه القديمة والمسيحية والفارسية، وفيها مظاهر كثيرة لتقديس الكواكب وهم ينسبون إلى زعيمهم مانى بن فُتّق) ما يستفاد منه أنه كان لهم صوم أسبوعى وصوم شهري وصوم سنوى. فكانوا يصومون الأحد والأثنين من كل أسبوع، واليومين الأوّلين وسبعة أيام أخرى من كل شهر قمرى، وأربعة وثلاثين يوماً سنوياً. منها يومان متتابعان عند نزول الشمس القوس، ويومان متتابعان عند نزولها منزلة الجدي، وثلاثون يوماً متتابعة عند نزولها منزلة الدلو.