ـ(230)ـ
يوم من ذلك ـ والجارية تمشطني ـ فسمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ يقول:(أيها الناس) فقلت للجارية: استأخري عني، قالت: إنما دعا الرجال ولم يدع النساء فقلت: إني من الناس ).
واحتج بعضهم بقوله تعالى: (إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات)(1) فالجواب ـ وبالله تعالى التوفيق ـ: إنه لا ينكر التأكيد والتكرار، وقد ذكر الله تعالى الملائكة، ثم قال (وجبريل وميكال)(2) وهما من الملائكة.
ويكفي من هذا ما قدمنا من أوامر القرآن المتفق على أن المراد بها: الرجال والنساء معاً بغير نص آخر، ولا بيان زائد إلاّ اللفظ. وكذلك قوله: (واستشهدوا شهيدين من رجالكم)(3) بيان جلي على أن المراد بذلك: الرجال والنساء معاً؛ لأنه لا يجوز في اللغة أن يخاطب الرجال فقط بأن يقال لهم:(من رجالكم)، وإنما كان يقال: من أنفسكم. وبالله تعالى التوفيق.
_________________________________________
1 ـ الأحزاب: 35.
2 ـ البقرة: 98.
3 ـ البقرة: 282.