ـ(241)ـ
وقال تعالى: (ولقد ذرأنا لجهنم...)(1).
وقد تكون الغفلة بعدم استعمال الحواس عقوبة الهية للذين ينحرفون عن طريق الإيمان كما في قوله تعالى: (إن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله ولهم عذاب اليم..)(2).
وقد وصف القرآن الكريم أكثر الناس بأنهم لا يعلمون؛ لغفلتهم عن الحقائق، وتعلقهم بالظواهر، حيث يقول عز شأنه: (وعد الله لا يخلف الله وعده...)(3).
ومن الناس ـ أيضاً ـ من لا يستخلص العبر والنتائج من الحوادث التاريخية التي تكون آثارها شاهدة على سلوكهم كما حدث لفرعون:(فاليوم ننجيك..)(4)، وقوله تعالى:(إن الذين لا يرجون لقاءنا...)(5).
فبالإضافة إلى الفطرة التوحيدية ـ والتي هي غريزة وجبلة في الإنسان ـ فإنه سبحانه وتعالى أرسل الرسل ونزل الكتب التي تؤكد ما يشعر به غريزة وفطرة، وما يلاحظ بعقله وحواسه، ولا تكمل مسؤولية الإنسان إلاّ بعد إرسال الرسل مبشرين ومنذرين:(رسلا مبشرين ومنذرين...)(6).
ووصف الله سبحانه وتعالى الغافلين عن استعمال الحواس واعترافهم بذنبهم:(وقالوا لو كنا نسمع...)(7).
يقول الشيخ محمد عبده:(إن غرائز البشر وحدها ليست كافية في توجيه
________________________________
1 ـ الأعراف: 179.
2 ـ النحل: 104 ـ 108.
3 ـ الروم: 6.
4 ـ يونس: 92.
5 ـ يونس: 7.
6 ـ الأعراف: 136 و 146.
7 ـ الملك: 10 ـ 11.