ـ(51)ـ
تقريب بين المذاهب الإسلاميّة الكلامية

الدكتور أحمد عبد الرحيم السائح

بدايةً يحسن أنّ نشير إلى أنّه ليس من الكياسة أنّ نفهم من التقريب بين المذاهب الإسلاميّة الكلامية: التوفيق بين هذه المذاهب، وليس من الكياسة كذلك أنّ نفهم من التقريب: أنّ يتحول المعتزلي إلى أشعري والإمامي إلى معتزلي، أو يتسنن شيعي أو يتشيع سني. كلّ ذلك ليس وارداً، إنما المراد من التقريب: استثمار ما وصلت إليه المذاهب الإسلاميّة الكلامية، للوصول إلى انطلاقة الفكر الإسلامي، وبيان سعة أفقه، وقدرة هذا الفكر على التصدي والمواجهة لكل التيارات المناوئة للإسلام.
إذن التقريب: أنّ يتحد أهل الإسلام على أصول الإسلام التي لا يكون المسلم مسلماً إلاّ بها، وأن ينظر الجميع فيما وراء ذلك نظرة من لا يبتغي الغلب، ولكن يبتغي الحق والمعرفة الصحيحة. (فنحن جميعاً نؤمن بالله رباً، وبمحمد صلى الله عليه وآله نبياً ورسولاً، وبالقرآن كتاباً، وبالكعبة قبلة وبيتاً محجوجاً، وبأن الإسلام مبني على الخمس المعروفة، وبأنه ليس بعده دين، ولا بعد رسوله نبي ولا رسول، وبأن كلّ ما جاء به محمّد صلى الله عليه وآله حق فالساعة حق، والبعث حق، والجزاء في