ـ(65)ـ
الشيعة بهذا الاسم وهذا الشخص)(1).
وفي دائرة المعارف الإسلاميّة يذكر عن "الباطنية": أن (هذه الكلمة مشتقة من كلمة "باطن" كما يدل على ذلك اسمها. والباطنية هم أولئك الّذين يأخذون بالمعنى الباطن للكتاب، ويجعلون لكل تنزيل تأويلاً.
وقد أطلق مؤلفوا العرب اسم الباطنية على فرق عدة متباينة كان لها شأن سياسي هام، وأهمها: الخرمية والقرامطة والإسماعيلية. وهذه التسمية أطلقت أيضاً على فرق ليست من فرق المسلمين، إذ يعد منهم المزدكية وهي: فرقة مانوية أسسها مزدك، وظهرت في عهد الملك الساساني قباذ بن فيروز)(2).
والكلمة الجامعة في "الباطنية" أنها (لقب عام مشترك تندرج تحته مذاهب وطوائف عديدة، الصفة المشتركة بينها هي تأويل النص الظاهر بالمعنى الباطن، تأويلاً يذهب مذاهب شتى، وقد يصل التباين بينها حد التناقض الخالص، فهو يعني: أن النصوص الدينية المقدسة رموز وإشارات إلى حقائق خفية وأسرار مكتوبة، وأن الشعائر بل الأحكام العملية هي الأخرى رموز وأسرار، وأن عامة الناس هم الّذين يقنعون بالظواهر والقشور، ولا ينفذون إلى المعاني الخفية التي هي من شأن أهل العلم الحق، علم الباطن)(3).
إنّ فرقة الإسماعيلية من الفرق التي تميزت عن غيرها ـ إلى يومنا هذا ـ بولعها في التفسير الباطني لحقائق الشريعة، وتتخذ موقفاً من الشريعة يقوم على: أنّه يجب على من يريد الاندماج في سلك الإسماعيلية أن يزيح عن بصره الحجب المادية التي تغشى الشريعة؛ وذلك بأن يرتقي إلى معرفة تتناهى في السمو والدقة، وأن يسمو إلى عالم الروحانية المحضة؛ لأن الشريعة عندهم ما هي إلاّ واسطة تهذيبية ووسيلة تربوية، ذات قيمة نسبية وأهمية عرضية وقتية، وهي تصلح لقوم لم يكتمل نضجهم بعد، ورمز يتحتم
__________________________________
1 ـ الملل والنحل 1: 233، الطبعة الأولى، بيروت (1948م)، تحقيق أحمد فهمي.
2 ـ دائرة المعارف الإسلاميّة، ترجمة أحمد الشناوي، وإبراهيم زكي، وعبد الحميد يونس 3: 290.
3 ـ الباطنية وتياراتها التخريبية لعبد الحميد العلوجي: 9.