ـ(7)ـ
كلمة التحرير
نحن والبدعة
بقلم رئيس التحرير
الالتزام بالقرآن والسنة أعظم ميزة تختص بها الجماعة المسلمة. وهذه الميزة توحد الأمة في الفكر، والعاطفة، والروابط، والمسير، والهدف، وتحول دون أن تتلاعب بها الأهواء وتعصف بها التيارات وتفتك بها عوامل التفرقة والشتات.
ومن الواضح جداً إنّ الأمة الإسلامية كانت موحدة بقدر ما كانت ملتزمة بالقرآن والسنة، ثم دب فيها الشقاق واتسع باتساع دخول "البدع" فيها.
الكفر والإلحاد والزندقة لا تمزق الأمة كما تمزقها البدعة. لأن الأمة تقف جميعها صفاً واحداً أمام الكفرة والملحدين والزنادقة، غير أنها إزاء البدعة. ـ وهي الانحراف المتقمص لباس الدين ـ تنقسم على فريقين: فريق واع متفهم لدينه يميز الحق من الباطل، فينكر البدعة، وفريق لم يبلغ مستوى التمييز والتمحيص، فيتجه مدفوعاً بعاطفة سطحية أو بذاتية ضيقة إلى الانحراف العشوائي وراء المبتدعين، وقد يبلغ به التعصب لها حد تقديم النفس والنفيس.
وبرزت البدع في تاريخ الإسلام من يوم إنّ أجازت السلطة الحاكمة لنفسها إنّ تشرع خلاف نصوص القرآن والسنة، فدخلت في المجتمع الإسلامي بدعة التمييز الطبقي