ـ(231)ـ
أم من تشاد لـه الألحان سائرة عليهم ذو المعالي أم عليكم؟
إذا تلو سورة غني مغنيكم "قف بالديار التي لم يعفها القدم"(1).
ما في ديارهم للخمر معتصر ولا بيوتهم للسوء معتصم
ولا تبيت لهم أنثى تنادمهم ولا يرى لهم قرد لـه حشم
الحجر والبيت والأستار منزلهم وزمزم والصفا والركن والحرم.
لاحظ، كيف يمدح آل البيت: إنهم مضحون في سبيل الله علامون، عمالون، لا يغضبون لغير الله، لا يضيعون حكم الله، ترتفع تلاوة القرآن في بيوتهم دائماً.. بيوتهم مطهرة من الخمر والسوء والمنكر، ومنزلهم مكان الذكر والعبادة: الحجر والبيت، وزمزم والصفا، والركن والحرم.
أما اعداؤهم فهم: باعة الخمر، ونساؤهم مغنيات، ورجالهم مغنون، وبيوتهم مكان اعتصار الخمر والسوء والفسق والفجور.
مما تقدم نفهم أن الشعر الشيعي رسالي، لا طائفي ولا حزبي ولا عشائري في ولائه وتبريه، وفي مواقفه الدفاعية، وصموده وأسلوبه.
وهكذا التشيع لم ينشأ مقابل "التسنن" كما يوحي بذلك الانقسام الموجود اليوم بين المسلمين إلى شيعة وسنة، بل نشأ باعتباره الأطروحة الملتزمة بالإسلام كما جاء به رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ، والمدافعة عن الرسالة أمام محاولات المحرفين وكيد الكائدين. وبهذا الفهم الموضوعي الواقعي للتشيع تزول الحساسيات النفسية القائمة اليوم بدرجة وأخرى بين أبناء السنة والشيعة.
__________________________________
1 ـ صدر البيت من مطلع قصيدة جاهلية لزهير، وعجزه: بلى وغيرها الأرواح والديم ـ يقصد أنكم مقابل تلاوتهم السور، تتغنون بأشعار الجاهلية.