ـ(139)ـ
الأجنبية في مضاعفتها وإخراجها عن الإطار الداخلي لترتبط بالوضع العالمي الذي يمنع إلغاءها لأنه يرى في قيام وحدة بين المسلمين وقيام مجتمع مسلم تهديداً لوجودها القائم على الاستغلال والقمع وبالتالي تسعى إلى منعه وأعاقته.
فالتقابل بين هذه الثنائيات يتولد من تظافر العامل الخارجي المباشر مع العامل الداخلي الموروث منتجا أزمة لابد من التأمل في جذورها وأسبابها العميقة قبل الحديث عن حلول لها.
التقابل الذي يظلله الواقع العالمي المعاصر المغرق في الصراع مما يفرض إدراك حقيقة خطيرة أولية مفادها استعصاء البحث عن حل داخلي ولابد من حل داخلي خارجي، إذ لم يعد بإمكاننا الابتعاد عن دائرة الأخر لنكتفي في بحثنا عن حل ذاتي وفي إطار الذات فقط.
فالحل سيكون في إطار عالمي لأن الإسلام إما أن يتغلب داخلياً وخارجياً وأما أنّه سوف لن يتغلب لا داخلياً ولا خارجياً وهذا بغض النظر عن نقطة الشروع أو لحظة الانقلاب التي لا شك أنها ستبدأ من الداخل لكنها قطعاً سوف لا تقف إلاّ عند ما يضرب الإسلام بظلاله على كلّ الأرض وبغير هذه الحالة فإن التراجع سيعود مرة أخرى بغير ما حصل مع المسلمين في العصر الأول حينما بلغوا الأندلس ثم عادوا ليقعوا تحت الهيمنة الأجنبية بعد عدة قرون.
فثمة استقطاب عالمي لا مجال لتجاهله لا يسمح إلاّ بالاستجابة له فإما أن تكون قطبا غالباً أو مغلوبا والغلبة والغربية التي نعيشها اليوم جاءت لأن الغرب بقدرته على فرض نموذجه الحضاري على العالم دون أن يدرك على وجهة اليقين مصداقية هذا الاعتقاد لكنه من خلال التجربة اكتشف عجزة عن هضم الحضارات وإلغائها أو توحيدها في إطار واحد وموحد.
وقبل البحث في حقيقة الواقع العالمي الذي نعني به بناء على ما أسلفنا من عدم إمكان التفكيك بين جوانبه لابد لنا من توضيح بعض المصطلحات الداخلة في دائرة اهتمامنا من قبيل (الاندماج) أو الوحدة (التعدد) أو (التجانس).
فالاندماج: نعني به ظهور أواصر قادرة على ضبط عوامل التفكيك