ـ(60)ـ
الثالث: الأخذ بمطلق اللغة، فإن القرآن نزل بلسان عربي، وهذا قد ذكره جماعة ونص عليه أحمد في مواضع.
الرابع: التفسير بالمقتضى من معنى الكلام، والمقتضب من قوة الشرع، وهذا هو الذي دعا به النبي (صلى الله عليه وآله) لابن عباس، حيث قال: "اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل" والذي عناه علي (عليه السلام) بقوله إلاّ فهماً يؤتاه الرجل في القرآن (1).
فهذه أربعة مصادر ذكرها السيوطي، ونقل خلافا حولها سنتعرض له فيما بعد.
ومن المصادر التفسيرية الأساسية، والتي وقع الاتفاق عليها من قبل المسلمين كافة بمختلف مشاربهم، ومذاهبهم هو القرآن الكريم نفسه يقول ابن تيمية في ذلك:
"ذلك لأن القرآن هو أصدق الطرق في التفسير، ومن أراد أن يفسر القرآن فعليه أن يطلبه أولاً من القرآن"(2).
وهناك مصدر آخر وهو العقل، أو الرأي، وسوف نحاول بحثه بالتفصيل فيما يأتي.
والذي نستخلصه مما تقدم أن هناك مصدرين أساسيين للعملية التفسيرية:
أحدهما: المصدر النقلي: وهو يعتمد على:
القرآن الكريم.
السنة النبوية المطهرة.
أحاديث وروايات العترة الطاهرة من أهل البيت (عليهم السلام).
أقوال الصحابة.
أقوال التابعين، وتابعيهم، ومن جاء بعدهم.
______________________
1 ـ الإتقان في علوم القرآن، جلال الدين السيوطي، تحقيق محمّد أبو الفضل إبراهيم ـ ص 207 ـ طبعة إيران ـ منشورات الرضي، ويراجع أيضاً في ذلك كتاب البيان ـ الخوئي ـ وكذلك في مدارك التفسير ـ ص 421 ـ المطبعة العلمية ـ قم.
2 ـ مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية ـ ص 32.