ـ(7)ـ
بمساعداتهم وبأعلامهم وبكل ما يملكونه من وسائل الضغط.
ويكون أمامه خياران إما الاستسلام أمام إرادة المستكبرين وما يسمونه الإرادة الدولية !! أو المقاومة مع المعاناة.
الدوائر السياسية في عالمنا الإسلامي سلكت بدرجة وأخرى أحد هذين الخيارين.
ولكن الواقع المؤسف يشهد أن الضغوط كانت أكبر من الإرادة والهزيمة أعظم من الصمود.
ولذلك لا نرى على الساحة السياسية موقفاً مبدئياً إلاّ القليل، بل القليل جداً.
ومن هنا اقترن اسم السياسة في ذهن الأمة بالدجل والخداع والتضليل والمتاجرة بالمقدرات، بينما هي في الواقع رعاية مصالح الناس. انطلاقا مما تقدم أن السياسة أضحت في عالمنا الإسلامي ـ غالباً ـ وسيلة تخريب لا تقريب.
ومن الإنصاف أن لا نهمل عامل التربية وأسلوب التفكير ومستوى المعنويات في الأجهزة السياسية الحاكمة، فلها دخل أيضاً في المواقف إضافة إلى الضغوط الخارجية.
نخلص من كلّ هذا أن أهداف التقريب تقع تحت رحمة الواقع السياسي القائم، تنتعش بفضله إن كان ثمة مواقف مبدئية في الساحة السياسية وتكتوي بناره إن استفحلت الذاتية في هذه الساحة.
ليس هذا شأن التقريب فحسب بل إنه شأن كلّ مسيرة العودة الإسلاميّة، وستبقى هذه الحالة حتّى يرتفع مستوى الإرادة ومستوى الوعي ومستوى الإيمان في الساحة السياسية إلى تفضيل المصلحة الإسلاميّة الكبرى فوق كلّ مصلحة.
ونسأل الله سبحانه أن يحقق لأمتنا ذلك عاجلاً وما ذلك عليه بعزيز.