ـ(10)ـ
(عليهم السلام) وصحابة النبي الصالحين رضوان الله عليهم تؤكد في الأعم الأغلب أن السورة نزلت في المدينة المنورة.
فمن الآثار التي تؤكد نزولها في المدينة، ما يلي:
(قيل نزلت السورة في اليهود، قالوا: نحن أكثر من بني فلان، وبنو فلان أكثر من بني فلان ألهاهم ذلك حتّى ماتوا ضلاًلاً.. عن قتادة.
وقيل نزلت في فخذ من الأنصار تفاخروا ـ عن أبي بريدة.
وقيل نزلت في حيين من قريش: بني عبد مناف بن قصي وبني سهم بن عمرو تكاثروا، وعدوا أشرافهم، فكثرهم بنو عبد مناف، ثم قالوا نعد موتانا حتّى زاروا القبور، فعدوهم، وقالوا هذا قبر فلان، وهذا قبر فلان فكثرهم بنو سهم لأنهم كانوا أكثر عدداً في الجاهلية عن مقاتل والكلبي)(1).
ويبدو أن المصاحف، وبعض المفسرين قد دأبوا على وضع هذه السورة في عداد السور المكية نتيجة لتطبيق المواصفات العامة للسور المكية عليها من ناحية قصر السورة والآيات وجزالة الألفاظ، وماإليها من مواصفات ثبتها العلماء في دراساتهم (2).
إلاّ أن الآثار المعتبرة التي تتوفر بين أيدينا تميل بنا إلى اعتبارها (مدنية)، (3) كما لا حظنا قبل قليل.
______________________
1 ـ مجمع البيان في تفسير القرآن ـ العلامة أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي من علماء القرن السادس ج 10 تفسير سورة التكاثر ص 533 ـ ص 543 ومثلة تفسير الميزان ـ للسيد المرحوم محمّد حسين الطباطبائي (تفسير سورة التكاثر) ـ البحث الروائي، كما يراجع الكشاف ـ للإمام الزمخشري وتفسير الجلالين ص 811.
2 ـ راجع علوم القرآن لسماحة السيد محمّد باقر الحكيم ص 45 وما بعدها.
3 ـ في مجمع البيان ـ ذكر (أنها مدنية وقيل أنها مكية).