ـ(207)ـ
تحاول أن تصور هذه العودة بأنها بداية لحروب دينية بين أبناء الديانات السماوية وركزت بحوث المؤتمر على موقف الإسلام من الديانات الأخرى من الناحية التاريخية ومن الناحية التشريعية، فكان كثير منها موفقا جدا في إماطة اللثام عن الوجه المشرق الإنساني للإسلام في تعامله مع الرأي الآخر، وفي موقفه من أتباع الديانات الأخرى.
كما إن بعض البحوث لم تتناول العلاقة بين الإسلام والأديان الأخرى قدر ما تناولت عطاء الإسلام نفسه في خدمة البشرية عامة والمجتمع المسلم بشكل خاص، حيث اتجهت كلّ المفاهيم والأحكام الإسلاميّة إلى صياغة رائعة للإنسان والمجتمع، تضمن استمرار المسيرة البشرية عل طريق الخير والسلام والنماء والعطاء.
من هذه البحوث على سبيل المثال لا الحصر:
ـ لحماية الكون من إفساد الإنسان الحاجة قصوى إلى عطاء الأديان، للأستاذ الدكتور عبد الصبور مرزوق نائب رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلاميّة ذكر هدفه من البحث في مقدمته إذ قال:
لم أقصد في هذه العجالة أن أكتب بحثا أكاديميا يستشير المراجع والمصادر ويغوص في تحليل الأرقام والأحداث ليخرج بنتيجة مفادها أن الإنسان في عصرنا قد اشتد إفساده في الأرض رغم مايزعمه الأعلام من أننا نعيش أزهى وأرقى العصور في تاريخ البشرية.
لم أقصد إلى ذلك، فمكانه قاعات البحث والدرس، ومجاله هو الدراسات المتأنية التي يعني بها أهل الاختصاص.
لكنني تقدمت لأعلن بأسمى كواحد من أفراد الجنس البشري ثم باسم الملايين ممن يرون ما أرى ويعانون ما أعاني..