ـ(56)ـ
وكلمة أخيرة:
إنّ زرع وتنمية روح الأخوة وتقبل الحقيقة وغسل القلوب مرحلة متقدمة رتبة على الحوارات الفكرية، بل هي أرضية لابد منها لا نجاحها وتحقيق مآربها، و إلاّ كانت الحوارات ساحة لإشعال نار النزاعات وتغذية الصراعات.
إنّ دعاة التفرقة مرجفون ـ حسب تعبير الشيخ شلتوت ـ يتربصون بنا الدوائر ولا يعجبهم أن يروا المسلمين يداً واحدة على أعدائهم، وصفاً واحداً في مواجهتهم.
إذا كان "إصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصوم"(1). فلأن فيه حفظ الإسلام وقوته وتماسك أهله، ولأجله قال (صلى الله عليه وآله وسلم) في تتمة الحديث:

"وإن المبيرة الحالقة للدين فساد ذات البين، ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم"(2).
______________________
1 ـ المتقي الهندي: كنز العمال 2 ـ 5487، والمجلسي: بحار الأنوار 76 ـ 43 عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
2 ـ الكليني: الكافي 7 ـ 51.