ـ(6)ـ
صغيرة.
لكن حديث زعماء الفكر والسياسة في العالم الغربي عن هذا النظام الجديد لا ينطلق من قيم إنسانية، بل من نفس الروح التسلطية الاستكبارية التي ألفها العالم الإسلامي منذ قرون في تعامله مع الغربيين والأميركيين، مع فارق هو أن حديثهم هذه المرة فيه لون من الصراحة في التحدي، والغرور في المواجهة، والتفرد في المجابهة.
وليت الأمر اقتصر على الحديث، فالممارسات العملية تشهد أن القضية خرجت من الإطار النظري لتفرض نفسها على المنظومة الإسلاميّة بشكل سافر في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والاجتماعية.
إنّ العالم الغربي أعلن حالة حرب على العالم الإسلامي تحت عنوان ما يسمى بصراع الحضارات، ووضع لهذه الحرب خطة عمل تتلخص في استنزاف المسلمين عن طريق استغلال النزاعات والخلافات بين أجزاء العالم الإسلامي.
نحن إذن أمام خطة لرسم حدود دامية بين المسلمين، وأمام تنفيذ حقيقي نراه بأم أعيننا فما الذي يفرضه علينا الواجب الإسلامي تجاهها؟ إننا في واقع مؤسف يجب أن يزول، هذه حقيقة بدأ يرددها كلّ من يهتم بمستقبل الأمة، وكل الحريصين على أن تأخذ المنظومة الإسلاميّة مكانتها اللائقة على الساحة العالمية في ظل النظام الدولي الجديد.
وفي الاستطلاعات التي تجريها الصحافة الإسلاميّة حول النظام العالمي الجديد وما ينطوي عليه من تحديات للعالم الإسلامي، نجد كلّ العلماء والمفكرين يوجهون سهام النقد أولا إلى نفس العالم الإسلامي قبل أن يوجهوها إلى الغرب المستكبر، لأن من لا يحترم نفسه لا يحترمه الآخرون، ومن لا يقيم لشخصيته وهويته وزنا ليس له وزن في أنظار الآخرين منهم من وضع إصبعه على